بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

إجازة العلاَّمة البيحاني

إجازة العلاَّمة البيحاني

للعلاَّمة محمَّد بن أحمد الأهدل




نص الإجازة

"بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الَّذي شرَّف أهل العلم باكتسابه، وأوردهم إلى كلِّ خيرٍ من أبوابه، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّد المؤيَّد من الله بوحيه وكتابه، صلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وأصحابه، وبعد : فقد زارنا في محلِّنا بمدينة عدن المحروسة حضرة السَّيِّد العلَّامة المجتهد في الكسب والتَّحصيل فضيلة السَّيِّد محمَّد بن أحمد شُعيب الأهدل أخذ الله بيده لكلِّ خيرٍ، وسلَّمنا وإيَّاه من كلِّ شرٍّ وضَيْر، وطلب منِّي بعد الزِّيارة أن يقرأ عليَّ شيئًا أكون به من جملة مشايخه، وقبلت ذلك لأستفيد بما يقرأه عليَّ، ولعلَّها تنالني منه دعوةٌ صالحةٌ إذا ذكرني فترحَّم عليَّ، وأخيرًا طلب الإجازة منِّي، ولست أهلًا لذلك، غير أنَّه يسرُّني أن أكون من جملة السَّادة الأفاضل، والعلماء الأماثل، الَّذين أجازوه، وإن لم أكن مثلهم فأنا متشبِّه بهم، وبناء على ذلك أقول وأنا العبد الفقير إلى الله محمَّد بن سالم البيحاني : بأنَّني أجزت السَّيِّد المذكور بالكتب الَّتي قرأ عليَّ بعضها، وفيما تصحُّ لي روايته والإجازة فيه من بقية الكتب الفقهيَّة والأصوليَّة، وغيرها من كتب التَّفسير والأحاديث [النَّبويَّة] والتَّاريخ .
أجزته بذلك وأذنت له في الرِّواية عنَّي كما أجازني وأذن لي فيه مشافهةً ومراسلةً أساتذتي، وشيوخي الأعلام، [منهم : السَّيِّد] عبدالله بن عمر الشَّاطري العلوي، والسَّيِّد محمَّد بن سالم السَّري، وعلي بن عبدالرَّحمن المشهور، والسَّيِّد علوي بن عبدالله بن شهاب [من] علماء تريم عاصمة حضرموت، وكذلك السَّيِّد العلَّامة محمَّد بن محمَّد زبارة الحسني، والقاضي عبدالله بن علي اليَدُوْمِـي، و [ العلَّامة] محمَّد العبادي في الشيخ عثمان عدن، والسَّيِّد محمَّد بن داود البطَّاح، وغيرهم من علماء اليمن ومصر والحجاز .
واستمد من السَّيِّد [ محمَّد] الأهدل بعد الإجازة له فيما ذكر على ما هو معروف من ..... عند أهل مصطلح الحديث أطلب منه صالح الدَّعوات، وأن [يدعو لي] كلَّما خطرت على باله، والله يجعلنا من المتاحبِّين فيه، ومن [أهله، وأسأله] تعالى أن يجمع بيننا في مستقرِّ الرَّحمة، ودار الكرامة، مع [الَّذين أنعم الله] عليهم من النَّبيِّين والصِّديقين والشُّهداء والصَّالحين، وحسن [أولئك] رفيقًا .
وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آله وأصحابه [والتَّابعين] لهم بإحسانٍ أبدًا وختامًا .
وحرر في ليلة الثلاثين من رمضان [الكريم] عام 1370 من الهجرة الشريفة"


ترجمة مختصرة للمجيز

اسمه ونسبه ومذهبه :

هو العالم الدَّاعية والأديب الشَّاعروالخطيب المصلح والمفتي والمحدِّث محمَّد بن سالم بن حسين بن خميس بن أحمد بن عبيد  الكدادي البيحاني، الشَّافعي.

ولادته ونشأته :

ولد في 20 أغسطس سنة 1908م، في بيحان بمحافظة شبوة، ونشأ بين أسرته العلمية، فتعلَّم القرآن الكريم، وبعض العلوم الأوَّليَّة، على يد والده، يقول عن والده"كان سببًا في وجودي، وله بعد الله الفضل الأكبر عليَّ، نشأني نشأة دينية، وعلمني كيف أعبد ريي، وكيف أعامل الناس كافة"[1]، فقد بصره وهو في سنِّ الخامسة، وكان يقول عن نفسه:
يقولون لي أعمَى وما أنا بالأعمَى *** ولكنَّما الأعمَى الَّذي فقد العلما
ثمَّ درس الفقه على علماء بلدته، وفي سنة 1919م توجَّه إلى مدينة تريم في حضرموت فدرس علوم الدِّين واللَّغة العربيَّة على عدد من علمائها، من أعظمهم أستاذه وشيخه السَّيِّد عبدالله بن عمر بن أحمد بن عمر الشَّاطري العلوي الحضرمي، يقول عنه البيحاني :"كانت له بي عناية كبيرة، وله علي يد بيضاء لا أستطيع مكافأته عليها إلا بالدُّعاء له ، والتَّرحُّم عليه ، وهو أوَّل من فتق لساني بحديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وحفَّظني بنفسه الأربعين النَّوويَّة ، وشرحها لي ، وكان يحرص جد الحرص على تعليمي : الفقه ، والنَّحو ، والتَّجويد ، وعلم المواريث ، ويحثُّ زملائي وأساتذتي الآخرين على العناية بي ، ومذاكرة دروسي ، فجزاه الله عنِّي أفضل ما جوزي به معلِّم عن متعلِّم"[2]، ثمَّ عاد إلى عدن ودرس على علمائها، ومنها رحل إلى منطقة الشَّيخ عثمان، والتقَى بعالمها الشَّيخ أحمد بن محمَّد بن عوض العبَّادي اليمني، وتتلمذ عليه، واستفاد من علومه الغزيرة كثيرًاً، وكان العبَّادي يتوسَّم فيه النبُّوغ، كما شارك في بعثة علميَّة إلى مصر والتحق بجامعة الأزهر بالقاهرة، حتَّى نال الشهادة الأهليَّة والعالميَّة في ثلاث سنوات .

شيوخه :


شيوخ البيحاني ولم يذكرهم في الإجازة، تتلمذ على بعضهم، واستفاد من الآخرين، منهم :

1ـ الشَّيخ محمَّد حامد التقي، وقد أجازه كما زكره زبارة في نزهة النظر (ص 572) .
2ـ مفتي حضرموت السَّيِّد العلاَّمة عبدالرَّحمن بن عبيد الله السَّقاف استفاد منه .
3ـ السَّيِّد العلاَّمة علوي بن طاهر الحدَّاد ، استفاد منه بماليزيا .
4ـ السَّيِّد سالم بن أحمد الجندان، استفاد منه بماليزيا .
5ـ عبدالباري بن شيخ العيدروس .
6ـ علي بن زين الهادي .
7ـ حسن بن محمَّد بلفقيه وأولاده .
8ـ عبدالله بن عيدروس العيدروس .
9ـ زين العابدين بن جنيد، حضر عليه بعض دروس ألفيَّة ابن مالك .
10ـ السَّيِّد عمر بن علوي الكاف، الفرائض .
11ـ عمر بن عوض الحداد، النَّحو، وغيرهم .

أعماله ووظائفه :

عمل في مجال التَّدريس بمدينة بيحان، ثمَّ في الإفتاء في مدينة عدن (1943م)، وإمامًا وخطيبًا بمسجد العسقلاني (1949- 1969م)، واشتهر بنشاطه الدَّعوي والإصلاحي حيث شارك مع شيخه أحمد العبَّادي في تأسيس نادي الإصلاح العربي الإسلامي سنة 1929م، والجمعيَّة الإسلاميَّة للتربية والتَّعليم سنة 1950م، ،كما أسسَّ المعهد العلمي الإسلامي في عدن سنة 1957م، وكان خطيبًا في جامع العسقلاني بكريتر حتَّى سنة 1969م .

مؤلفاته :

ترك رحمه الله تعالى تراثاً ضخمًا من المؤلفات الدِّينيَّة والأدبيَّة والشِّعريَّة والاجتماعيَّة، منها المطبوع ومنها المخطوط، فمن مؤلَّفاته :
1ـ إصلاح المجتمع : شرح مائة حديث من الصَّحيحين بما يتناسب والحالة الحاضرة .
2ـ عبادة ودين .
3ـ أستاذ المرأة .
4ـ كيف نعبد الله؟ .
5ـ زوبعة في فنجان .
6ـ الفتوحات الرَّبَّانيَّة بالخطب والمواعظ القرآنيَّة .
7ـ ديوان:جزءان، ويتألَّف من 4266 ، وقد كتب مقدِّمة هذا الدِّيوان علَّامة الشَّام الشَّيخ محمَّد بهجت البيطار، طبع بمطبعة العلم، دمشق، 1964.
8ـ تربية البنين : أرجوزة شعريَّة، طبع دار الفكر، - بيروت .
9ـ رباعيَّات البيحاني : مقتطفات في العبر والمعاني، طبع مكتبة جدَّة .
10ـ العطر اليماني من أشعار البيحاني : مختارات، طبعت في دولة قطر .
11ـ صفية المظلومة : قصة .
12ـ مجموعة مقالات .
13ـ أسئلة وأجوبة مبينة .
14ـ أطيب الأيام من سيرة سيِّد الأنام عليه الصَّلاة والسَّلام .
15ـ تتمَّة الزُّبد لابن رسلان .
16ـ تذكرة المعتبر في رحلة موسَى والخضر .
17ـ دين يحل المشكلات .
18ـ شوارد وأوابد من دروس البيحاني والفوائد .

وفاته :

توفى بمدينة تعز يوم 26 /12 /1391هـ، الموافق 13 فبراير سنة 1972م، رحمه الله رحمةً واسعةً .



إسنادي إلى البيحاني :

أروي عن العلاَّمة البيحاني من طريق المحقِّق السَّيِّد محمَّد زهير بن مصطفَى أحمد الشَّاويش الحسيني، عن العلاَّمة محمَّد بن سالم البيحاني، رحمه الله تعالى .






مصادر الترجمة :

1ـ أحمد جابر عفيف: الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء 2003.
2ـ أحمد محمد سعيد: نصيب عدن من الحركة الفكرية، مطبعة الشورى، القاهرة 1934
3ـ عبدالفتاح الحكيمي: النقد الأدبي والمعارك القلمية في اليمن، مؤسسة الثورة، صنعاء 1992
4ـ مجموعة من المؤلفين: ندوة الشيخ محمد سالم البيحاني، مفكرًا وداعية - 25،26 من يوليو 2001 - مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة - تعز 2003.
5ـ معجم البابطين . وغيرها من المراجع


[1] ـ مقدمة إصلاح المجتمع : ( ص 5 ) .
[2] ـ مقدمة إصلاح المجتمع : ( ص 5 ) .

السبت، 27 أغسطس 2016

إجازة العلامة أحمد العبادي
للعلامة محمد بن أحمد الأهدل
 

ترجمة مختصرة للمجيز
اسمه ونسبه ومذهبه :

العالم الكبير والشاعر القدير، ناصر السنة، وقامة البدعة، الشيخ العلامة  أحمد بن محمد بن عوض العبادي، الكلاعي، الحميري، الشافعي، السلفي.

ولادته ونشأته :

ولد في قرية اللّحج ـ التابعة لمدينة إب، اليمن ـ سنة 1300 هـ تقريبًا، ونشأ بها في حجر والده، وقرأ القرآن عليه، كما تلقى بها العلوم الأولية، ثم في مدينتي: إب، وعدن، وفي السابعة عشر من عمره رحل لطلب العلم فجاب البلدان ودخل الأمصار، ومنها مدينة كابل بأفغانستان، وأقام بها تسع سنين، قرأ خلالها القرآن الكريم مجودًا على شيخه الشيخ محمد تقي الدين الأفغاني، وعليه تفقه في مذهب الإمام الشافعي، وأخذ حظًّا وافرًا من أصول الفقه والدين والمنطق  والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع، ثم رجع إلى الهند وأقام بمدينة بومبي ثمانية عشر شهرًا، ثم رجع إلى عمان ، وتزوج في صور وأقام بها اثنتي عشرة سنة .

أعماله ووظائفه :

عمل مدرسًا في مدرسة الترقي بمدينة لحج، وإمامًا وخطيبًا لمسجد «زكو» في مدينة الشيخ عثمان (عدن)، مع الوعظ والإرشاد الديني طوال حياته، أسس نادي الإصلاح العربي الإسلامي في مدينة الشيخ عثمان عام 1929، شارك في النوادي الثقافية والإصلاحية التي كانت تنتشر في مدينة عدن إبان الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، وعمل من خلالها على نشر آرائه من الدعوة إلى التمسك بأصول الدين، وتنقيتها من البدع، وكان ينشد المقطوعات والتواشيح الدينية بصوته الشجي، وله مناظرات شعرية مع شعراء من معاصريه.

مؤلفاته :

1ـ هداية المريد إلى سبيل الحق والتوحيد : أرجوزة مطبوعة

2ـ هداية الوصول إلى علم الأصول : أرجوزة في علم الأصل، طبع بتحقيق عقيل بن محمد بن زيد المقطري، مؤسسة الريان، بيروت 1993.

3ـ وله أشعار وقصائد في الإصلاح والدعوة إلى نهضة الأمة العربية ووحدتها .

وفاته :

توفي سنة 1388هـ الموافق 1968م .

إسنادي إلى العبادي :
أروي عن العلامة العبادي من طريق المحقق السيد محمد زهير بن مصطفى أحمد الشاويش الحسيني، عن العلامة محمد بن سالم بن حسين الكدادي البيحاني، عن العلامة أحمد العبادي، وقد صرح البيحاني بإجازته عنه . 

مصادر الدراسة :

1 ـ ترجمة البيحاني له في مقدمة هداية المريد، وكذا في هداي الوصول .

2 ـ معجم البابطين .

3ـ النهضة الإصلاحية في جنوب المملكة العربية السعودية : بقلم عمر بن أحمد جردي المدخلي ( ص 97 ـ 98 ) .



والمجاز هو

الشيخ العابد الأديب السيد محمد بن أحمد بن شعب بن إسماعيل بن عبدالباري الأهدل، الشافعي، ولد في مدينة المراوعة، وبها تلقَّى العلوم الأولى، ثم رحل في طلب العلم، وله عدد كبير من الشيوخ، وقد أجازه جم غفير من العلماء الواردين لبلاد الحرمين ، ولعلنا نتوسع في ترجمته في مقالة أخرى.